.
اشارت كثير من الدراسات الحديثه الى ان معظم الدول العربيه وخصوصا الشرق الاوسط مقبله على شحه كبيره في المياه وبعظها قد دخل فعلا مرحلة الفقر المائي مما سيؤدي هذا حتما لصراعات مسلحه مستقبلا بين عموم دول المنطقه كما ان عدم عدالة توزيع الموارد المائيه المشتركه في المنطقه سيؤدي لاشعال فتيل حروب مستقبلا
ان حقيقة شحة المياه بانت واضحه فاصبحت حصة الفرد العربي في عموم المنطقه من المياه متراجعه بنسبه كبيره عن السابق بسبب موجة الجفاف الضاربه للمنطقه ومع قلة الواردات بالاضافه لتدخل السياسه بأستخدام المياه كسلاح ابتزاز في عموم المنطقه
لذالك على الحكومات في المنطقه ان تستخدم تدابير ومعالجات سريعه للتقليل من اثار شحة المياه والمحافظه على الموارد الموجوده منها
واننا اذ نؤكد على ان من اكبر مشاكل العرب عموما بشأن المياه يعود بالدرجه الاساسيه لادارات المياه فيها حيث التخلف وقدم وقلة كفاءة طرق استخدام المياه في كل مجالات الحياة حيث لازالت الطرق القديمه تستخدم بصوره كبيره من قبل سكان المنطقه عموما بسبب قلة كلفتها ولكن بغض النظر عن حجم الخسارة التي تسببها هذه الاستخدامات مع علمنا ان اغلب مشاريع استخدامات المياه قديمه ولم يدخل التطور لها ونسي العرب كعادتهم ان هذه الطرق من اكثر الطرق خسارة وهدرا للمياه مع علم الحكومات العربيه بآن منطقتهم من اكثر المناطق ضعفا بالموارد المائيه وان بعض مناطقهم لاتتجدد فيها الموارد المائيه كأحواض المياه الجوفيه حيث ان اغلب مخزونها الجوفي بدأيقل بسبب سوء الاستخدام والتلوث والاستنزاف المفرط للخزين مع شحة الموارد لتغذية هذه الاحواض وتعويض النقص الحاصل من جراء الاستخدام بسبب موجة الجفاف التي تضرب المنطقه اليوم
ان من اكثر التدابير واقعية وفاعلية هو ترشيد الاستهلاك المائي وذالك عن طريق برامج علميه واقعيه قابله للتطبيق مع توعيه واصدار قوانين صارمه ووضع برامج واضحه وشفافه لمعالجة هذه الموضوعات التي باتت اليوم من اخطر الامور المضره بأقتصاديات دول المنطقه مع تهديدها لحياة الملاين من البشر بالمجاعه
للاسف نقول ان سوء تصرفات المواطن العربي عموما مع فشل طرق ادارات المياه المتخلفه اصلا وفي كل مشاريع استخدامات المياه ولكافة المجالات ادت لتلوث كثير من الموارد المائيه مع هدر كميات كبيره من المياه من جراء هذه التصرفات هذا اضافة لضعف كفاءة طرق استخدامات المياه عموما والتي ادت لضياع هذه الثروه القوميه كما ضاعت ثروة النفط
ان من المعلوم هو وقوع الوطن العربي في المنطقه الجافه قليلة الامطار مع ارتفاع في درجات الحراره مصحوب بزيادة نسبة التبخر بالاضافه لكون اغلب موارد المياه الوارده للمنطقه تأتي من دول الجوار غير العربيه مع التأكيد بأن هذه الدول بدأت فعلا بأستخدام سلاح المياه للابتزاز ضد العرب
وقد بات من الضروري على الدول العربيه ان تضع خطط استراتيجيه جريئه وفوريه التطبيق في مسألة ترشيد الاستهلاك المائي مع مراعاة استخدام المياه بصوره اقتصاديه وبكفاءه عاليه
فعلى سبيل المثال نرى اليوم تكرار الاخطاء من قبل حكومات المنطقه ففي العراق اليوم تقوم الحكومه بتنفيذ مشاريع البنى التحتيه بنفس الاساليب القديمه ولاتراعي بها أي حسابات مستقبليه وخاصة في حالات استخدامات المياه وطرق معالجتها حيث لازالت اغلب المجاري الصحيه تربط في الانهار ومصادر المياه السطحيه قبل معالجتها وهذا بدوره يؤدي لخساره كبيره بسبب تلوث المياه وبالتالي ضياعها كمورد طبيعي
ان مواردالمياه في المنطقه العربيه تأتي من مصادر عديده بعضها قد بدأ ينفذ اوقل مثل الامطار حيث انخفظت بسبب موجة الجفاف والاحتباس الحراري مع كونها اصلا امطار غير منتظمة السقوط فلايمكن وضع سياسة زراعيه بالاعتماد عليها اما الانهار او المصادر السطحيه الداخله للمنطقه العربيه فهذه ايظا بدأت تتعرض للانخفاض بسبب تحكم دول الجوار واستخدامها للابتزاز وخاصة بعد احتلال العراق.
اما الخزين الجوفي فان اغلب دول المنطقه بدأت تستخدمها لاستخدامات مختلفه وبنفس الاساليب القديمه المتخلفه قليلة الكفاءه وهذا سيؤدي حتما لكارثه حقيقيه في المستقبل القريب بعد ان يتم استنزاف كل الخزين الجوفي وقد بات قريبا ان نرى اغلب الدول العربيه ستدخل مرحلة الفقر المائي وسنرى عاجلا ام اجلا قيام هذه الدول بأستيراد مياه الشرب من دول الجوار والتي بدأت فعلا بالتحكم بالمياه الداخله للمنطقه العربيه’
ان اغلب البلدان العربيه هي زراعيه الاقتصاد مع علمنا بتأخر اساليب الزراعه لديها هع اعتمادها على الموارد المائيه في زراعتها هذا اضافة لكون انظمة الري متخلفه بصوره كبيره حيث طرق الري القديمه ذات الكفاءه القليله
ان شحة المياه ستكون اكبر عامل في تأخر التنميه العربيه مع كون المياه عامل مهم لاشعال فتيل الحروب المستقبليه كما ان سياسات بعض دول المنطقه المحيطه بالعرب تجاه الموارد المائيه ستبقى عامل توتر في المنطقه,
ان واقع الحال العملي يقول ان ثروة النفط عند العرب قد ضاعت بسبب سياسات حكامهم بالاضافه لكون هذه الثروه اصبحت رهينة الامبرياليه العالميه التي تتحكم بها لذالك نقول لم يبقى لنا كشعوب الا ثروة المياه والتي علينا ان نسعى للمحافظه عليها قبل ان تضيع هي الاخرى
واخيرا نقول لامجال للعرب الا بوضع استراتيجيه مستقبليه لمنع هدر المياه وتلوثها وصيانتها من عبث الاستخدام المفرط ووضع القوانين الرادعه للسيطره على هذا المورد والمحافظه عليه للاجيال القادمه التي قد تموت عطشا من جراء الاستخدام الغير عقلاني للمياه.
.
.
