منتديات نجم العرب stararabe7
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات نجم العرب stararabe7

أسرار الربح من الإنترنت | اربح من الانترنت | جوجل أدسنس | كتاب وكورسات فيديو تعليمية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 انفاس الانين من مدكرات ايمان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
امة الله
عضو فعال بالمنتدى الاسلامى العام



عدد المساهمات : 57
تاريخ التسجيل : 21/05/2010

انفاس الانين من مدكرات ايمان Empty
مُساهمةموضوع: انفاس الانين من مدكرات ايمان   انفاس الانين من مدكرات ايمان Emptyالسبت مايو 22, 2010 5:40 am

أنفاس الأنين
* * * * *
تقريبا كل الأحداث التالية حدثت في ثانوية ، أهم شخصياتها إيمان التي كانت تهيم بحب إلياس ، وهذا الأخير لم يكن يعلم بحبها ، وتبدأ القصة مع بداية المعاناة :
- صباح الخير سمية .
- صباح الخير والورد والياسمين ، كيف أصبحت ياترى ؟
- لست مرتاحة ، بتّ ساهرة بالأمس أناجي القمر، وأبث له ماشغل بالي وأقض مضجعي.
- وما الذي أشغل بالك ياترى ؟
- تفكير في الحبيب .
- أتحبين ياإيمان ؛ أيُبادلك الشعور نفسه ، بل ومتى كانت الخفقة الأولى ؟
- مالك ثرت هكذا...وكأني لا أملك شعورا ولا حسّا ، ألا تعلمين أن الحب خيرمايُسرّى عن الإنسان، وهو أيضا أصل متاعبه ، وكذلك هو حالي ، فلولا الحب لم تكبر النفوس ولا اتسعت المطامع ، وإذا كبرت نفس المرء فإنه يؤثر البقاء من أجل محبوبه ، ولو تدبّرت أحوال الناس لرأيت الحب محور معاملاتهم وسبب ملذاتهم ومتاعبهم ، والإنسان إذا تجرد من الحب رأى الناس والحياة دربا من العبث، فلماذا تستكثرين علي ذاك ، المهم يا حبيبتي أن يكون فيه عفة وحياء ، وأن يكون المقصد ساميا ، شريفا ، يتخطى كل المطامع المادية والشهوات ، وإن الحب إذا تأصّل في قلب الكريم لم تنزعه الكوارث ، ولكنها تضغط عليه فتخفيه ، فإذا أُزيحت عنه عاد إلى رونقه كأحسن ما كان عليه، أما الخفة الأولى فكانت العام الماضي ، سمعت عنه الكثير ، مؤدب ، قليل الكلام ، شديد في الصعاب، ذكي ، فطن ، مجتهد، حلو اللسان ، ظريف ، خفيف الظل .. إلخ . حقيقة أحببت فيه كل تلك الصفات، وأحببت رؤيته ، ثم أحببته حينما رأيته ، وهكذا منذ ذلك تعلق به قلبي وهواه ، واستأنست به عيني ، وألفته نفسي ، وصرت أحزن إذا ما فارقته ، وأفرح إذا ما لقيته ، وكل هذا وذاك وهو الآن لايعرف عني شيئا .
- آه ما أحلى هاته القصة الغرامية ؛ لكن العيب فيها أنّها من طرف واحد أدعوا الله لك بالسعادة في اللقاء والوصل وأن تكونا دوما معا كما أنا وحسين .
ـ آ، حقا كيف هو حسين ، أمازلتما ؟



ـ بل قولي إن العلاقة تزداد يوما بعد يوم ، ما كنت أعرف معنى الحب قبله ، والآن أنا أعيش في
جنة ، يدفئني بحنانه ويغمرني بوده وعطفه.
ـ ولكن إحترسي واحذري قليلا..لأن الحذر أولى للسلامة ، أعرف بأنه قد خطبك ، ولكن ليس الخطبة هي الزواج ، لكنها الخطوة الأولى ، واللبيب بالإشارة يفهم ، ومع ذلك أدعوا الله لك بالتوفيق ... حسن قد دق الجرس مع السلامة ... .



* * * * *
ذهبت متثاقلة إلى قسمها ولم تكن تسمع لشرح الأستاذ بل كانت تفكر في إلياس (أتراني على صواب.. ولكني لا أستطيع التحكم بمشاعري ... أتراه يحبني ... نعم هو كذلك ... لا لا ...لا أظن ...ولكني في بعض الأحيان أجد تصرفاته تدل على ذلك ... لست أدري ... لم أفهمه بعد ) . وتستفيق على صوت الأستاذ :
ـ أكملي القراءة ، أين توقف زميلك؟
ـ أمم ،آ ... (لم تكن تعرف أين توقف .. يحمر وجهها)
ـ أم أنك في عالم آخر.
ـ ولكن يا أستاذ ... أعذرني ... .
ـ إجمعي أدواتك واخرجي فورا ، لا أريدك في القسم .
تجمع أدواتها والهم يثقل كاحلها ، تمشي كالمجانين ، ولا تستفيق إلا على أصوات الذين يعاتبونها ، فمرّة تصطدم بشخص ، ومرّة ترفس على قدمه ، أو تجدها تتكلم وحدها ، أو تضحك ، نعم إنه حالها الجديد ، جعلها تتصرف كالمجانين ؛ رجعت في المساء ، استأذنت الأستاذ وطلبت منه السماح فسامحها ، ولكنها بقيت على حالها ، وبقليل من الحذر والإنتباه ؛ بعد أن دق الجرس ، ذهبت إلى زميلها يونس في القسم ، صديق إلياس ، وفي يديها صورة تريد أن تريها له قصد أن تستخرج المعلومات من عنده عن صاحبه إلياس :
ـ يونس أنظر إلى هاته الصورة .
ـ نعم إنه الأستاذ حسّان في القسم يحمل أوراق الإمتحان ويوزّعها على التلاميذ .
ـ لا أقصد الأستاذ .
ـ من إذن .. ؟
ـ أنظر إليه ، هذا إلياس .
ـ نعم إنه هو ، كان يدرس معي العام الماضي ، وأنا هنا (مشيرا إلى الصورة ) .
ـ أرأيت كان سمينا بعض الشيئ العام الماضي ، لكنه هذا العام أصبح نحيلا بشكل كبير أليس كذلك.
ـ نعم .. نعم .. ربما هو عليل ، أو يعاني من مشاكل .
ـ إيمان .
ـ نعم ، مابك .
ـ أتعلمين ، أحب فتاة .. لكنها لا تأبه بي ولا تهتم .
ـ وما دوري أنا ، بل وما دخلي في موضوعك ؟
ـ لأن المقصودة أنت ، نعم أنت حياتي وحلمي وسعادتي .
ـ ماذا ؟ ... ولكن .. .
ـ ولكن ماذا ؟
ـ لكن .. لكن .
- قلت لإلياس بأني أريدك ، وحذرته من الإقتراب منك.



تنهض من مكانها ، وكأن كل الدنيا وضعت كل حملها عليها ، تحدث نفسها : ( قد فهمت الآن لماذا لم يجرؤ إلياس على الكلام معي ، حتى أنه لايكاد ينظر إلي ، إنه مهدد ، ولكني أحبه ، صحيح أنه لا يدري بذلك ، ولكني أهواه ، أأواجه هذا النذل أم أصمت ، نعم الصمت أفضل ، ولكن الصمت في بعض الأحيان دلالة على الرضى ، لا لن أصمت ، بل الأفضل أن أصمت ، ولن أرد عليه )
يقبل يونس من خلفها ، ويضع يديه فوق كتفها :
ـ إيمان .. مالك صرت تشبهين الغول ؟
ـ لست بخير ،( تقولها بغضب ) ، ثم لا تلمسني مرة أخرى .
ـ أتستكثرين هذاعليّ .
ـ ومن أنت حتى تلمسني .. هاه ..
ـ يمضي وكأنه لم يسمع ماقالته .
ـ أرأيت ياسمية إلياس مهدد من قبل هذا المعتوه الذي يحسبني ... خسئ إنه أحمق وأناني ...
ـ اصبري ياإيمان ، ثم أما آن لك أن تحدثي إلياس .
- بالله عليك لا تثيري أحزاني وجراحي ، ليتني أستطيع ذلك ، ليتني .. لا أدري أهم ّ بالقول وأحس كأن شيئا يبعدني عنه ويأمرني بأن أخرس ، ربما القدر أراد ذلك .. ربما
- وماذا عن الرحيل ، أما زلتم تعتزمون الرحيل ؟
- نعم لقد قرر أبي إلى تلمسان ، الآن أنا أمامه ولم أستطع حتى أن أئن فكيف إذا كنت في الغرب وهو في الشرق
- ولكن برغمك سأقول له حينما تذهبين
- آه منك أعندما يفوت الأوان ، لاعليك هذا هو قدري وقد رضيت .
- لقد دق الجرس .. قلت بأنك ستجرين فرضا الآن ،هل حضرت جيدا ؟
- لا ، بقيت الليل كله أتقلب في الفراش ، ولم أستطع حفظ أي شيئ ، سأعتمد على تذكر شرح الأستاذ
- إذن بالتوفيق
- مع السلامة
* * * * * *
وتمضي الأيام والشهور والساعات ولازالت على حالها ، وآن يوم الرحيل ، تذهب متثاقلة إلى الثانوية ، تعرف بأنه اليوم الأخير ، أول من تجده يونس ، تحاول أن تغير طريقها لكي لا تلتقي به ، ولكنه تبعها :
ـ صباح الخيرإيمان ... كيف الحال؟
ـ لاصباح ولا مساء... ماذا تريد؟
ـ وما كل هاته القسوة .
ـ اسمع .. أذهب وابحث عن أخرى ، ولا تنظر إلى شيئ ليس لك ، أسمعت ؟
ـ ولكن قلبي خفق لك ، وليس لغيرك.
وتأتي سمية وهي تسمع المشاجرة الكلامية ، وتكمل إيمان حديثها :
ـ إذن سأوقفه أنا عن الخفقان ، إذهب ولا أريد أن أرى وجهك مرة أخرى .
ـ كما تشائين ،لن أكلمك ، سأبتعد عنك .
ـ لعنة الله على إبليس ، أمعتوه أنت أم ماذا ؟
ـ ها ها ها، على كل حال قد وجدت واحدة ربما هي أفضل منك وقد جئت لإخبارك .
ـ الحمد لله الذي هداك أخيرا



ـ لا سلمت ولا تعافيت ، اذهب قبحك الله ، ما هذه البلوى ياترى ؟
ـ دعك منه ، قد ذهب أخيرا .
ـ حقه علي ، فأنا التي احترمته وقدرته ، فحسبه حبا وغراما ، تباله ولمعتقدات الخسيئة الدينية.
ـ لاعليك انسيه الآن ، دعيه في الماضي .
ـ سمية ، رأيت الياس بالأمس واقفا مع فتاة تتلاعب بين يديه ، ولكني رأيت في وجهه نفورا منها ، من هي...
ـ سمعته يتكلم مع صديقه غاضبا وفهمت القصة ، إنها فتاة لعوب ، أرادت أن تغريه ، ربما أعجبها ، ولكنه ظل صامتا صارما معها ، وهددها إن لم تبتعد عنه سيخبر جميع الناس بأمرها ، فتركته أخيرا .
ـ ايه ، كاد أن يضيع مني ، أتعلمين هذا هو اليوم الأخير . إنه يوم الرحيل والوداع والفراق الذي لا لقاء بعده ، إلا إذا شاء الله ذلك .
ـ أستتكلمين معه ؟ ودعيه على الأقل .
ـ ربما .. ربما .. سأحاول ..
وأتى المساء ، وقررت الكلام معه ، هيأت نفسها ، حضرت كل الكلمات والألفاظ المعبرة ، وحينما توجهت للقاءه قبل أن يخرج من قسمه ، تفاجأت بأن القسم فارغ ، وهذا دلالة على أنهم خرجوا قبل تلك الساعة ، أي لم يدرسوا ، وراحت تعزي نفسها ، وأي عزاء يفيدها في ذلك الحال :
يا حسرتي على قضاء الأيام وآنات النحيب ، وياحسرتي على حبيب ضيعته سخرية الخطوب وآه من مهجة باتت تتأوه من البلوى وتعتلج من النحيب ، أين تلك الأماني ، أين شوق لقاء الحبيب آه لقد سحقها الظلام ورشفتها يد السراب ، وتلتها أناشيد الأحزان وتلاعب بها النصيب ، هذا نصيبي يا بني أمي وأي نصيب .
ذهبت متثاقلة لتودع سمية وبعض زميلاتها ثم خرجوا ، ألقت نظرة عميقة على الثانوية وكأنها تطلب منها أن ترعى وتحمي إلياس ، أو تريد أن تكافئها لأنها كانت المكان الذي جمعها به .



* * * * * *
سافرت إيمان مع عائلتها ، ومضى قرابة شهرين كاملين دون أن تتصل بسمية ، ثم قررت الإتصال بها :
- ألو سمية ، حبيبتي كيف حالك ، كيف تفعلين ؟
- الحمد لله ، لقد اشتقت إليك كثيرا
- وأنا كذلك ، كيف حال أمك ، عائلتك ، دراستك ؟
- أمي تسلم عليك ، أما عن الدراسة فحسن ، تارة نتائج جيدة وتارة رذيئة
- أخبريني عن إلياس ، اشتقت اليه ، إلى أخباره ، أما زال كما هو ؟
- لكن ، إيمان ... آ ...
- ماذا ؟ أخبار لا تسرّ أم ماذا ؟
- نعم .. أقصد لا .. إنه بخير .. أتعلمين حينما أخبرته برحيلك ، وأنك أتيت لوداعه فلم تجديه ، تأوّه وطأطأ رأسه ، ثم حينما حدّثته عن حبك له وأن حديثك كان كله عليه ، رأيت دمعة تسقط من بين جفنيه ، ثم تركني وذهب .
- قد كتبت له رسالة ، ولم يأتني جوابها إلى الآن ..
- فالتقرئيها عليّ ..أرجوكي .
- حسن لابأس .. انتظري دقيقة واحدة .. هاهي النسخة :



" بسم مسبب الأسباب وفاتح الأبواب وخالق آدم وحواء من تراب وجاعل الجنة للثواب والنار للعذاب، تحية عطرة أزفها نحو نسيم البحر تفوق الماء صفوة والتمر حلاوة ، إلى أعز وأغلى حبيب في الكون ، أما بعد :
فإني منذ فارقتك لازلت أعاني من ألم فقدانك ، وما يزيد أساي وحزني عليك أن فراقنا كان دون وداع وأي وداع . صرت وحيدة أعاني من سخط الدهر وأعاصير أحزاني ، صار فؤادي لفقدك ممزقا ، وصار يسيل من جفني قيح بدل الأدمع ، شرد بالي وتاهت نفسي تبحث عنك في طيات صفحات الذكريات وآه من الذكريات ، لم يبق لنا في الدنيا إلاها . كانت أيامي بقربك لامثيل لها ، والآن في ظل غيابك عصفت بها الأرزاء وزحزحها الدهر وقصفها الرعد ونثر أوراقها الريح وكهربها البرق ، فعادت فحما أسودا لا يصلح إلا للحرق ليكون غبارا .
بالأمس كانت حياتي كالسماء الباسمة واليوم بدونك صارت كأعماق الكهوف المظلمة ، أما أحلامي فقد أسكتتها لوعة الروح الحزينة الواجمة أما مهجتي فصارت تتدلى وتتمسكن حيث المرارة والأسى ، لاتسمع في طياتها إلاّ سخط الصدى . أيها الغالي ، بكل كلمات الشوق أرسل لك كل اهتمامي وشوقي، أرسلها عبر أجنحة الحمام ، تحمل أحر التحايا وأزكى السلام ، قائلة لك أني لا زلت على العهد ككل الأيام ومنتظرة منك الرد على الدوام ، والسلام ."
- آه ماأجملها
- مايُحيرني أنه لم يرد عليها ، وقد بعثت له بالعنوان الصحيح ، ترى مابه ؟ أليست عندك أخباره؟
- لا ، لا، ليس عندي
- ومالك فوجئت بالسؤال
- لاشيئ ، لاشيئ ، إنما أصابني بعض الألم ، مع السلامة
- مع السلامة
تحدث نفسها : " لماذا لم تجبني سمية حينما سألتها ، أترى أصابه مكروه ، أم ماله ، لا ، لا أعتقد "
ثم أرادت أن تقطع الشك باليقين وتتصل بزينة ، فهي حتما ستخبرها إذا كان هناك أمر أم لا
- ألو، صباح الخير زينة .
- من إيمان ، صباح الخير كيف الحال ؟
- ايه ياحبيبتي ، حقيقة لا أدري ما ألمّ بي اليوم ، وقد اتصلت بسمية قبل قليل وسأتها عن إلياس فلم تجبني ، وكأنها تخفي شيئا ، وإني أحس أن أشعة الشمس قد تحولت إلى أيدي تحاول خنقي ، وأن الكون حولي أصبح عاتما مظلما ، ولست أدري لذلك سببا ولا جوابا أبدا .
- وأنت ألم يصلك الخبر ؟
- ماذا ؟ خبر ، وأي خبر .
- للأسف إلياس الآن في المستشفى .
- إلياس ، مابه ، ما الذي حدث له ؟
- صدمته سيارة وهو الآن في حالة حرجة واُدخل إلى غرفة الإنعاش .
آه من عواصف الدهر الغادرة ، تريد الأيام أن تأخذه مني ، أواه لو استطعت لطرت إليك لأواسيك في محنتك ؛ واستمرت على تلك الحال لا تأكل ولا تقول شيئا ، وجاءت اللحظة التي تكون بين السعادة والشقاء والموت والحياة ، أرسلت زينة رسالة قصيرة عبر الهاتف مضمونها : " إنا لله وإنا اليه لراجعون ، توفي إلياس منذ قليل " ؛ وتسقط مغشيا عليها ولا تستفيق إلا وجميع أهلها محيطين بها، يتسائلون عن السبب المفاجئ وهي لا ترد على أسئلتهم .
* * * * *



مضى النهار وأتى الليل وحرقة الألم لا زالت تعتلج في نفسها ، ولم تتوقف عن ذرف الدموع لتعبر عن عمق حزنها وألمها . لم يغمض لها جفن ، ولم يركح لها بال ، وراحت تسبح في شواطئ الأنين وتناجي الموت وحسرات السنين . آه يا موت قد مزقت صدري وقصمت بالأرزاء ظهري وقسوت إذ أبقيتني في الكون أذرع كل وعر وفجعتني فيمن أحب ، ومن إليه أبث سري وأعده فجري الجميل إذا أدلهم علي دهري وأعده وردي وكأسي وأعده غابي ومحرابي وأغنيتي وفجري وهدمت صرحا لا ألوذ بغيره وهتكت ستري فقدت روحا طاهرا شهما يجيش بكل خير وفقدت نفسا لا تنثني عن
صون أفراحي وبشري وفقدت ركنا في حياة ورايتي وعماد قصري ، ياموت ماذا تبتغي مني وقد مزقت صدري ، خذني إليك فقد تبخر في قضاء الهم عمري ياموت نفسي ملت الدنيا فهل لم يأت دوري . كتبت آخر مذكراتها ، وهناك نادتها روح الحبيب ، وأسلمت روحها ببطئ وهدوء وكأنها كانت تنتظره من أمس بعيد .
أما سمية وحسين فقد انتهت قصتهما بالزواج السعيد والعيش الرغيد ، وأما جواب رسالتها فقد كتبه إلياس لها حينما كان على فراش الموت فلم يصلها ولم تطلع عليه ، وبقي عند زينة منذ ذلك :
بكل الشوق في قلبي أحمل قلمي لأكتب لك هذه الرسالة ، ولست أعلم إن هي ستصلك بعدي أم لا:
فإني إطلعت على رسالتك وقد أعجبني كثيرا ، كانت معبرة بشكل واضح على حالك ، حقيقة أبادلك نفس الشعور ، وكنت دوما مترددا ، لأني خفت من ردك ، ثم مع أن يونس كان يريدك فإني صدقت أنك قد انزحت إليه ، لم تكن لي من قبل أي تجربة في هذا المجال ، كتمت حبي ، وكتمت حبك لكن الأشواق أبدا لا يستطيع أحد إخفائها ، كنت قربك ، كنت أستمع لكلماتك ، كنت أنظر إلى وجهك وأبكي على عجزي في البوح لك .أعتقد أن اليوم هو آخر أيامي ، وأن هذا هوالنفس الأخير ..



* * * * * *



ما عجبت لشيئ في حياتي عجبي لهؤلاء الذين يقنعون بحب الأوهام ، إنه في الحقيقة مجرد سراب ، لأن الحب أعظم وأجل معنى من أن ينزل به المنزل إلى شهوات الحمير والبقر أو أن تُقتل نفس بشرية همّا وحزنا في سبيل شيئ خيالي عنوانه الأحلام والأوهام ؛ هو معنى روحي لايكون بين رجل وامرأة أجمل إلاّ بعد الزواج ، فمن أراد أن يجعل الحب قاعدة العشرة بدلا من الزواج فقد خالف إرادة الله وحاول أن يهدم ما بناه ليهدم بهدمه السعادة البيتية . إن هؤلاء المراهقين يتوهمون أنهم يعشقون ويحبون وأن ذلك هو حبهم الحقيقي ولو تفكروا قليلا لوجدوا أنهم أخطئوا كل الخطأ فالحب مع مرور الزمان يتأصل في النفس البشرية أما احساسهم هذا فمع مرور الزمان ينطفئ كالجمرة وبالوعي يصير بغضا وحقدا على المحبوب لأنه ما كان يبغي ذاك السمو الروحي بل اللّذة الجسدية .



* * * * * *



________________________________________
مذكرات إيمان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
انفاس الانين من مدكرات ايمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نجم العرب stararabe7 :: منتديات الثقافة والعلوم المختلفة :: منتدى المأثورات الثقافية-
انتقل الى: