وإن لم تكن تراني ، وإن لم تكن تسمعني فروحي على الدوام تناجي روحك ، أفضفض بكلمات ما ألمّ بنفسي وما تجدد بقلبي حتى وإن لم تقرأه ؛ حينما كبر فؤادي وصار ينظر لبعيد ، صار يبحث عن ضالّته ، عن توأمه ، بحث وبحث حتى تعلق بإلياس فهواه ، فصار توأمه بل وصار لجسدي كله توأما، ولكن الزمان أبى إلا أن يفرق روحينا كما فرق جسدينا فصار يغلب علينا الجفاء والبعد ،
وبدأت بعدها قصة المعاناة ، وبعد كل ما حصل اتهمت روحك في قضية الجفاء ، وقد كان معك محام بارع فتوجهت التهمة إلي وزادت نفسك عنادا على عنادها ، وصرت أنا المجني وأنت المجني عليه ، وكأنك أنت البريئ من الجفاء ...