ما علمت أن الدنيا ستحرمني منك إلى الأبد ، أعرف أن الدهر غادر مكار ، لكن ليس إلى هذه الدرجة، حرمني السعادة وأذاقني الشقاء ؛ ذهبت عني دون وداع ، ذهبت إلى الأبد دون أن أراك ، رؤيتك تلك التي كانت ترد لي روحي ورونق بهجتي ، الآن رحلت إلى تلك الدار فما يبقيني أنا هنا ، سألتقي بك قريبا أيها الغالي في دار الآخرة ، فإذا لم تجمعنا الدنيا فسنجتمع أخيرا في الجنان لأننا لم نفعل ما يغضب الله ، كان حبا شريفا ساميا صافيا لا تشوبه شائبة ، حقا غلب عليه الفراق والبعد ، كان مشوارا مليئا بالحزن ومختوما أيضا بالحزن ، لم نسعد باللقاء إلا للحظات قليلة وهذا هو قدرنا قد خُتم بالموت ، فآه من حرقة تأكل داخلي ونار تكويني وتعذبني ، أنا آتية إليك فلن يطول الإنتظار ..