منتديات نجم العرب stararabe7
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات نجم العرب stararabe7

أسرار الربح من الإنترنت | اربح من الانترنت | جوجل أدسنس | كتاب وكورسات فيديو تعليمية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أنا وجنح الليل وذكرى الحبيبة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حريز مريم
عضو فعال بالمنتدى الاسلامى العام
حريز مريم


عدد المساهمات : 131
تاريخ التسجيل : 25/03/2010
الموقع : meriamhariz.wordpress.com

أنا وجنح الليل وذكرى الحبيبة Empty
مُساهمةموضوع: أنا وجنح الليل وذكرى الحبيبة   أنا وجنح الليل وذكرى الحبيبة Emptyالجمعة مارس 26, 2010 2:23 pm

ربما يفوز سكون الليل بالجائزة الأولى , ويلبس تاج " ملك جمال الأوقات " لو أجريت مسابقة عالمية لذلك .

سكون الليل , هذه الخيمة المضيئة التي تحتوي الإنسان , وتنشر له أجمل وأزكى أشذاء الهدوء والراحة واليقين .

سكون الليل, هذه الواحة المتفرِّعة الأغصان, الوارفة الضلال, اليانعة الثمار, التي تمسح عن قلب المستند على جذعها الكبير كل تعب وعناء .

سكون الليل, هذا الميدان الفسيح الجميل الذي تتسابق فيه خيول الذكريات سباقا ً ممزوجا ً بعزف وقع حوافرها الجميل , وألحان صهيليها الذي يطرب النفوس.

سكون الليل , قلب متوجهٌ إلى الله , ويدان مرفوعتان إليه , وعينان تبحران في آفاق الرجاء والخوف, تقرآن في صفحات الأمل أجمل عبارات السعادة والصفاء .

سكون الليل, أبحرت فيه ذات مساء , وإن شئت قلت: ذات سكون , أبحرت فيه مع طفولةٍ مفعمة بالحب والنقاء , وحياةٍ ريفيةٍ صافية لا تعرف المبالغة
والادعاء, وأمومةٍ فيَّـاضة بالحب والعطف والحنان , وأ ُبوَّةِ جَدَّين لأمي من منهل الصدق والرفق والعطاء المتجدِّد ينهلان .

أبحرت في ذلك السكون الليلي المقمر بزورق الذكرى الذي يعرف كيف يتعامل مع خضمَّ البحر وأمواجه, وزبده وأثباجه, فكيف بتعامله مع سكونه وهدوئه,
وصمته المهيب؛ أبحرت بزورق الذكرى , رفيقاي الوفيان في سكون ليلي الذكر والدعاء .

الذكر والدعاء ؟

ومَنْ هذان الصديقان الكريمان والرفيقان الوفيان ؟

سؤال مقبول , عن شئ غير مجهول , عن حبيبين إلى القلوب المتجه بنبضها وحبها إلى الله اللطيف الخبير, الذي يعلم السرَّ وأخفى , الذي يرعى برحمته
وفضله قلوب المتجهين إليه , المتوكلين عليه , الملقين بأنفسهم بين يديه .

الذكر والدعاء يحوِّلان ليلَ المسلم إلى ربيع , وصمتَه إلى أجمل صمتٍ متحدِّثٍ بلسان السكون حديثا ً لا يعرفه إلا المبتهلون .

أبحرت بزورق الذكرى , إلى ذلك المنزل الصغير الذي كان نبراسا ً للعطاء المتجدِّد, والبذل السخيِّ , والتضحية الصافية التي لا تعرف المنَّ والأذى .

ياله من منزلٍ صغير تحيط جدرانه الخارجية بأربع غرفٍ صغارٍ , وفناءٍ يشاركهنَّ في المساحة الصغيرة , ويخالفهنَّ في كونه مفتوحا ً للفضاء الفسيح , ومع ذلك
فقد كان في نفوس تلك الأمِّ الرَّؤوم, وأطفالها " الأيتام " مثالاً للمنزل الفسيح الذي لا تحدُّه الحدود . القرية لا تعرف إلاَّ العمل الدؤوب فهي في عملٍ متواصل
حتى حينما تأوي إلى فراشها غير الوثير في المساء , نعم هي تنام , ولكنه نوم المستعدِّ لمواصلة العمل قبل أن يسحب الظلام ذيول الهزيمة أمام موكب
الصَّباح.

أبحرت بزورق الذكرى , إلى ذلك الوادي الخَصيب " الشِّعْب " الذي كان ملتقى الحب والعطاء والجِدّ والغيث والتربة الخصبة , وماء البئر الصافي والأشجار والأزهار , والنسيم العليل والعصافير بألوانها وأنواعها المختلفة , وآلاف الكائنات الصغيرة التي لا تكاد تراها العين المجرَّدة, والسَّواني التي تنزح الماء , وتسبيح جدِّي لأمي ودعائه , وبعض ترانيمه التي يردِّدها حينما يستغرق في عمله المبارك , ونحن الصِّغار الذين يشعرون بسعادة غامرة في ذلك الوادي الخصيب .

أبحرت بزورق الذكرى , إلى بوَّابة ذلك المنزل الصغير وهي تنفرج عن وجهي طالبين صغيرين ينطلقان مع إشراقة الصباح إلى مدرسة القرية , يجوبان أزقتها
المفعمة برائحة دخان مداخن البيوت التي تصحو قبل الفجر , وتبدأ رحلة العمل بعد صلاة الفجر حيث يكون كل شئ تراه العين مشرقا ً جميلاً , وعن وجوه
زهرات أربع يتجهن إلى مدرسة البنات الجديدة في القرية المجاورة , وعن وجه أمٍّ ترقب أفلاذ كبدها وهم ينطلقون إلى المدرسة , وفي عينيها تترقرق
دموع فرح بهم, وإشفاق عليهم , وفي قلبها شعور عميق من الحب والحنان والخوف والرجاء يصعب عليها أن تصفه وصفاً دقيقاً يعبر عن حقيقته ويقرِّب صورته .

يالها من ليلةٍ مفعَمةٍ بالذكريات!

أنا, وجنح الليل, وذكرى أمي الحبيبة "سعدية بنت محمد علي سحّاب الغامدي", إنَّه اللقاء الروحي المتألق, في جنح ليلٍ يرسم بسكونه المهيب أجملَ لوحات
ذكرى الحبيبة الغالية , بكل ما فيها من تقاسيم الحزن والألم وألوان اللَّوعة والشَّجا , وأطياف الفرح بذكراها , والحزن على فراقها , ولهفة الشوق الجارف
إلى رؤية وجهها الحبيب , وسماع صوتها الحنون .

أنا, وجنح الليل, وذكرى الحبيبة, كنَّا نصنع من الإحساس, والسكون, والذكرى المتجدِّدة شيئاً يصعب وصفه على ريشةِ قلمٍ يتضاءَل أمام عظمة ذكرى أمي
الحبيبة وهيبتها, وبهائها وجمالها, وما يدور في طيَّاتها من طواحين اللهفة والشَّجا والحنين.

هنا يتألق دور الرفيقين المخلصين, والصديقين الوفيَّين, ألا وهما " الذكر والدعاء " .

ما أجملهما في سكون الليل, وما أقدرهما على إشاعة الهدوء في النفس, وإزاحة ثقل الهموم عن القلب الحزين .

" اللهم – ياحي يا قيوم , يا واحد يا أحد , يا فرد يا صمد – اغفر لأمي الغالية وارحمها, وأسكنها فسيح جناتك, وابعث إليها من نسائم رحمتك وجنتك
ما يجعلها في نعيم إلى يوم لقائك, اللهم اجزها عنا خير الجزاء, اللهم اجعل قبرها روضةً من رياض الجنة, اللهم اجمعنا بها في جنَّات نعيمك – يا أرحم
الراحمين – اللهم إنك تعلم أنها قد كفلتنا أيتاماً صغاراً, وضمَّتْ علينا جناحي عطفها ورحمتها, وضحَّتْ من أجلنا بوقتها وراحتها, اللهم فاجزها عنا خير
ما تجزي والدةً عن أولادها يا أرحم الراحمين .

اللهم لا تحرمها من أجر كل كلمة أو عمل صالح نعمله ويجد عندك قبولاً يا رب العالمين, واغفر اللهم لآباء وأمهات المسلمين والمسلمات الأحياء منهم
والأموات إنك سميع الدعاء, آمين".

أمي الحبيبة رحلت عن الدنيا, كان رحيلاً قاسياً على النفس, ثقيلاً على القلب, كأنما هو خروج الروح من الجسد, ولكننا رضينا بقضاء الله وقدره, وآمنَّا به
– عز وجل – ملكاً قادراً حيَّاً لا يموت, رضينا, ورجاؤنا فيه عظيم؛ فهو سبحانه الذي وسعت رحمته كلَّ شئ .

أنا, وجنح الليل, وذكرى الحبيبة, قصَّة من الحب والشوق والأمل والألم, والرجاء الذي تشرق شمسه في جنبات النفس وحنايا القلب, قصة ربما تستطيع
قصائد هذا الديوان أن تحمل شيئاً من سماتها, وتروي بعض فصولها .

عبدالرحمن صالح العشماوي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أنا وجنح الليل وذكرى الحبيبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أنشودة فلسطين الحبيبة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نجم العرب stararabe7 :: منتديات الأدب والشعر :: منتدى الشعر الفصيح والشعبي-
انتقل الى: