منتديات نجم العرب stararabe7
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات نجم العرب stararabe7

أسرار الربح من الإنترنت | اربح من الانترنت | جوجل أدسنس | كتاب وكورسات فيديو تعليمية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فرعون موسى بين الكتب المقدسة والتاريخ..-2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
Admin
المدير العام


عدد المساهمات : 300
تاريخ التسجيل : 21/03/2010
الموقع : http://www.stararabe7.yoo7.com

فرعون موسى بين الكتب المقدسة والتاريخ..-2 Empty
مُساهمةموضوع: فرعون موسى بين الكتب المقدسة والتاريخ..-2   فرعون موسى بين الكتب المقدسة والتاريخ..-2 Emptyالأحد مارس 28, 2010 10:29 am



H4872
משׁה
mo^sheh
mo-sheh'
From H4871; drawing out (of the water), that is, rescued; Mosheh, the Israelitish lawgiver: - Moses.
المُنْتَشَل من الماء، المُنْقَذ.

كبر موسى وبلغ أشده وأتاه الله الحكمة والعلم بما يسره له من الأسباب في أرض مصر:
{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (القصص 14)
ثم تتطور الأحداث حتى يتعارك رجل من قبيلة موسى مع رجل من أحد قبائل الهكسوس التي لها شأن فيستغيث قريب موسى به، فيتدخل موسى فيضرب الرجل فيقتله دون قصدٍ منه.. وفي اليوم التالي يتعارك قريب موسى هذا مع رجل آخر من قبيلة من الهكسوس تكن الكراهية لقبيلة موسى، فيستغيث بموسى:
فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَآئِفاً يَتَرَقّبُ فَإِذَا الّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالأمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَىَ إِنّكَ لَغَوِيّ مّبِينٌ. فَلَمّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالّذِي هُوَ عَدُوّ لّهُمَا قَالَ يَمُوسَىَ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأمْسِ إِن تُرِيدُ إِلاّ أَن تَكُونَ جَبّاراً فِي الأرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ. (القصص - الأية: 18، 19)
هنا يظهر تأثير فرعون الفاسد في نشر الكراهية بين قبائل الهكسوس لينفرد بالملك والأمر. وجاء رجل من الناحية الأخرى لمدينة هوارة يحذر موسى وينصحه بالهرب فورًا من هوارة وإلا قُتِل. هذا الرجل الذي أنقذ موسى كان على مقربة من الأحداث ولصيق بمراكز صناعة القرار ومحب لموسى أو من الملأ من قوم موسى المحبين له. استشعر موسى خطرًا حقيقيًا فهرب من هوارة ووصل إلى مديان حيث قضى بها مدة من الزمن، وقابل بنات النبي شعيب اللاتي سقى لهن الغنم وأخبرن أباهن بذلك وذكرن أنه رجل مصري:
فَقُلْنَ: «رَجُلٌ مِصْرِيٌّ انْقَذَنَا مِنْ ايْدِي الرُّعَاةِ وَانَّهُ اسْتَقَى لَنَا ايْضا وَسَقَى الْغَنَمَ». (خر 2: 19)
إن موسى هنا متأثر بلسان المصريين كما سيتأثر بلسان أهل مدين بعد أن يقضي مدة طويلة بين ظهرانيهم. كل هذا أثر على أسلوب تفاهمه مع فرعون وملإئه إذ اكتسب مفردات جديدة وثقافة أكبر. فوصفه فرعون بعدم القدرة على البيان والتبليغ. لذلك طلب من الله أن يلهمه الأسلوب الأمثل ليتواصل مع فرعون وينجح في نقل رسالة الله للهكسوس. كما طلب من الله أن يؤيده بأخيه هارون فصيح اللسان في لغة قومه لأنه لم يحتك فلم يتأثر بلغات وثقافة الآخرين:
{أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} (الزخرف 52)
{وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي. يَفْقَهُوا قَوْلِي } (طـه 27، 28)
{وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ} (القصص 34)
ثم قرر الرجوع إلى مصر وقد. وفي الطريق أوحى الله إليه ليكون رسولًا ومعه أخوه هارون إلى قبائل الهكسوس بقيادة فرعون وهامان وقارون والملأ من هذه القبائل. وقد استجاب الله لطلبات سيدنا موسى التي عرضنا لها. وعرض موسى وهارون رسالة الله بين يدي فرعون وملإئه وأيدهما الله بالمعجزات الدالة على صدقهما:
{وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} (الأعراف 104)
{قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا} (الإسراء 102)
(اذْهَبَآ إِلَىَ فِرْعَوْنَ إِنّهُ طَغَىَ. فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لّيّناً لّعَلّهُ يَتَذَكّرُ أَوْ يَخْشَىَ. قَالاَ رَبّنَآ إِنّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يَطْغَىَ. قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىَ. فَأْتِيَاهُ فَقُولآ إِنّا رَسُولاَ رَبّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيَ إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مّن رّبّكَ وَالسّلاَمُ عَلَىَ مَنِ اتّبَعَ الْهُدَىَ. إِنّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ أَنّ الْعَذَابَ عَلَىَ مَن كَذّبَ وَتَوَلّىَ. قَالَ فَمَن رّبّكُمَا يَمُوسَىَ. قَالَ رَبّنَا الّذِيَ أَعْطَىَ كُلّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمّ هَدَىَ. قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الاُولَىَ. قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبّي فِي كِتَابٍ لاّ يَضِلّ رَبّي وَلاَ يَنسَى. الّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ السّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مّن نّبَاتٍ شَتّىَ. كُلُواْ وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لاُوْلِي النّهَىَ. مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىَ. وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلّهَا فَكَذّبَ وَأَبَىَ. قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَمُوسَىَ. فَلَنَأْتِيَنّكَ بِسِحْرٍ مّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لاّ نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلاَ أَنتَ مَكَاناً سُوًى. قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النّاسُ ضُحًى. فَتَوَلّىَ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمّ أَتَىَ. قَالَ لَهُمْ مّوسَىَ وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىَ. فَتَنَازَعُوَاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرّواْ النّجْوَىَ. قَالُوَاْ إِنْ هَـَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُمْ مّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَىَ (طه 43 - 63)

قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا ....
انظر وتأمل عظمة القرآن الكريم وروعته وإعجازه الذي لا يملك من يرتله وهو يعلم إلا أن يجثو على ركبتيه ثم يسجد في خشوع شاعرًا بانسحاق بين يدي الله العلي العظيم. هنا فرعون ليس من أهل مصر. إنه يخاف من الطرد من أرض محتلة فيها نعم كثيرة. إن موسى يطلب من فرعون أن يسمح لبني إسرائيل بالخروج من مصر إنقاذًا لهم من العذاب. وهذا خطر يهدد فرعون إذ يمثل أول انشقاق في تحالف قبائل الهكسوس في مواجهة المصريين أصحاب الأرض. وكذلك يشجع أي طائفة مستضعفة بعد ذلك أن تطالب بالسماح لها بالرحيل والعودة إلى موطنها الأصلي. إن لفظة "لتخرجنا" لهي أدق تعبير وأعظم دليل قاصم على أن فرعون ليس مصريًّا مثله مثل باقي قبائل الهكسوس. لذلك جمع فرعون الملأ لكل قبيلة ورأوا جميعًا أن ذلك خطر يهدد سلطانهم الكبير وثروتهم التي جمعوها من عرق المستضعفين. وقرروا المواجهة. وهنا تقرأ آية تقشعر لها جلود الذي آمنوا ثم تلين قلوبهم وجلودهم لذكر الله:
قَالَ لَهُمْ مّوسَىَ وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىَ
وارتعدوا بالفعل من وقع هذه الآية على آذانهم:
فَتَنَازَعُوَاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرّواْ النّجْوَىَ
ولكنهم تنكروا لنعم الله عليهم وآياته إليهم:
{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} (النمل 14)
{فَلَمَّا جَاءهُم مُّوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ} (القصص 36)
نعم، إنهم لم يسمعوا بهذا في آبائهم الأولين. فهذه آيات لأول مرة يرونها. وبالتالي هم ليسوا مصريين. فالمصريون برعوا في السحر والفلك والطب والهندسة وفن المعمار. وهذه الآيات قريبة من جنس ما برعوا فيه. مثل القرآن الكريم الذي جاء بلغة العرب. أي من جنس ما برعوا فيه.
قرر فرعون والملأ من كل طائفة منهم مواجهة موسى وهارون من جنس ما يشبه سلاحهما، فاستعانوا بالسحرة المصريين:
{قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ. يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} (الشعراء 34، 35)
{قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ. يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ} (الأعراف 111، 112)
{قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى. فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَانًا سُوًى } (طـه 57، 58)
ووافق سيدنا موسى ووضع لذلك شرطًا وافقوا هم عليه:
{قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} (طـه 59)
وهو يوم عيد الهكسوس وان يعمل فرعون على جمعهم في ضحوة النهار. والناس هنا هم عامة طوائف الهكسوس في هوارة. وبذلك تكون طوائف العرب من الهكسوس قد سمعت ورأيت معجزات سيدنا موسى وعلمت بقصته وبرسالته.
ونصر الله عبده ورسوله موسى أمام طوائف الهكسوس. وهم:
1- قبائل عربية يحكمها فرعون وجنوده.
2- قبيلة بني يهوذا يحكمها هامان وجنوده.
3- قبيلة بني إسرائيل يحكمها قارون.
وانظر وتأمل موقف السحرة المصريين بعد أن استبان لهم الحق وهددهم فرعون بالتقتيل صلبًا:
(قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ إِنّهُ لَكَبِيرُكُمُ الّذِي عَلّمَكُمُ السّحْرَ فَلاُقَطّعَنّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مّنْ خِلاَفٍ وَلاُصَلّبَنّكُمْ فِي جُذُوعِ النّخْلِ وَلَتَعْلَمُنّ أَيّنَآ أَشَدّ عَذَاباً وَأَبْقَىَ) [طه: 71]
{قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ} (الشعراء 50)
{وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ} (الأعراف 126)
(قَالُواْ لَن نّؤْثِرَكَ عَلَىَ مَا جَآءَنَا مِنَ الْبَيّنَاتِ وَالّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَآ أَنتَ قَاضٍ إِنّمَا تَقْضِي هَـَذِهِ الْحَيَاةَ الدّنْيَآ. إِنّآ آمَنّا بِرَبّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السّحْرِ وَاللّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىَ. إِنّهُ مَن يَأْتِ رَبّهُ مُجْرِماً فَإِنّ لَهُ جَهَنّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَىَ. وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصّالِحَاتِ فَأُوْلَـَئِكَ لَهُمُ الدّرَجَاتُ الْعُلَىَ. جَنّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكّىَ
من أين هذا العلم وهذا الإيمان؟ من المستحيل أن يكونوا تلقوه عن موسى مطلقًا. ويزول العجب وتنمحي الدهشة عندما نعرف أن المصريين هم ورثة نبي الله إدريس الذي آتاه الله من العلم والحكمة ما آتاه، قبل عصر الأسرات حوالي عام 6000 ق.م. إنهم المصريون ورثة الأنبياء الذي آمنوا بالوحدانية وبالبعث والحساب والجنة والنار على أيدي أنبياء الله. ودخل مصر إبراهيم ثم يوسف فيعقوب وموسى وكل أنبياء بني إسرائيل بدءًا من الأسرة 13 حوالي عام 2000 ق.م. فالمصريون ورثة الأنبياء وهم من اختتن واغتسل من الجنابة وتوضأ. وآمنوا أن عرش الله يوم القيامة تحمله من الملائكة ثمانية. ورسموا الميزان العدل الذي يضعه الله يوم القيامة فلا تظلم نفس شيئًا. كل هذا بوحي الله لهم على أيدي أنبيائه. لكن انظر إلى ثقافة البدو المتخلفة! انظر إلى طباع بني إسرائيل والهكسوس وقساوة قلوبهم:
{وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ } (البقرة 93)
{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَآئِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} (الأعراف 138)
إنها ثقافة الأجلاف والأعراب:
6702 أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب أن سنان بن أبي سنان الدؤلي وهم حلفاء بني الديل أخبره أنه سمع أبا واقد الليثي يقول وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لما افتتح رسول الله مكة خرج بنا معه قبل هوازن حتى مررنا على سدرة الكفار سدرة يعكفون حولها ويدعونها ذات أنواط قلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر إنها السنن هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم لتركبن سنن من قبلكم. (صحيح ابن حبان. ج15. ص 94)
ميراث ثقافي يجمع قبائل وطوائف الهكسوس جميعًا وهم الأعراب والعبرانيون. فكما كفروا بموسى وجحدوا آيات الله ومعجزاته على يد موسى، كذلك كفروا بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم الذي قارن بعبقرية فريدة لا مثيل لها بين الموقفين. إنه النبي المسيا الخاتم الذي وضع الله يد قدرته على ظهره فكشف له بحورًا من العلم تذهب بالأبصار وتنفطر لها القلوب وتذهل لها العقول.
آمن لموسى ذرية قليلة من قومه القليلي العدد أصلًا. وتجلت عظمة رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إبمانه وقدم خطبة لهم ولنا من روائع الخطب وإعجاز قرآني لا نملك إلا أن ننحني له:
(وَقَالَ رَجُلٌ مّؤْمِنٌ مّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبّيَ اللّهُ وَقَدْ جَآءَكُمْ بِالْبَيّنَاتِ مِن رّبّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الّذِي يَعِدُكُمْ إِنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذّابٌ. يَقَومِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللّهِ إِن جَآءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَآ أُرِيكُمْ إِلاّ مَآ أَرَىَ وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاّ سَبِيلَ الرّشَادِ. وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ. مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ
لم يحدثهم عن النبي إدريس وعلومه ورسالته ولا عن قوم لقمان المصريين. إنه يحدثهم فقط عن قوم نوح (الأعراب)، وقوم عاد (كانوا عربًا يسكنون الأحقاف)، وقوم ثمود (كانوا عربًا عاربة يسكنون الحجر بين الحجاز وتبوك). إعجاز تاريخي لا نملك تجاهه إلا البكاء، البكاء خشوعًا والبكاء تقصيرًا تجاه كتاب الله الذي يحوي بين دفتيه كنوزًا تضع بين يديك خيري الدنيا والآخرة.
لم ينته بعد خطيب الهكسوس من خطبته. فلنرتل خلفه هذه الآية ولنبك، فإن لم نستطع فلنتباكى:
{وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ} (غافر 34)
نعم. لقد جاءهم نبي الله يوسف يأمرهم بعبادة الله الواحد الأحد ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر. فما سمعوا له وما استطاعوا هزيمة شيطانهم. فنبي الله يوسف بعثه الله وسط الهكسوس، أما المصريون فقد أرسل الله لهم نبيه إدريس وليسوا بحاجة لرسالة جديدة وتشهد على ذلك شهادات السحرة المصريين الذين ظهرت صوفيتهم وحبهم الجارف لله الواحد الأحد، وقلوبهم التي تهفو إلى الآخرة وإلى لقاء الله فيقولوا لفرعون الهكسوس: "اقض ما أنت قاض إنما تقض هذه الحياة الدنيا". هل هناك إعجاز ديني وتاريخي لا تنسحق أمامه القلوب أقوى من هذا؟!
الذين يققولون أن الفراعنة الذين أذلوا بني إسرائيل هم مصريون، نقول لهم رتلوا ما يلي:
{قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} (الأعراف 123)
إن فرعون يتهم السحرة المصريين بالتعاون مع موسى للتخلص من الاحتلال. لا عداوة بين المصريين وبين بني إسرائيل. لذلك لم يطرد جيش مصر قوم موسى من سيناء واستضافهم 40 سنة:
{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ} (137) سورة الأعراف

وإذا عدنا للوراء رأينا موسى والذين آمنوا معه لما اضطهدهم فرعون، أمرهم الله بدخول الأرض التي يسيطر عليها المصريون ويبنوا بيوتًا غير بيوتهم في هوارة، ويجعلوا بيوتهم تجاه القبلة حينئذٍ، ويقيموا الصلاة وسط المصريين الذي لم تغب عنهم معرفة الله الواحد الأحد وإكرام الضيف وإجارة المستجير بهم:
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} (يونس 87)
أرأيت؟! لا ذكر لهوارة (المدينة) هنا، وجاء ذكر مصر. لا عداوة بين موسى وقومه وبين المصريين:
"لا تَكْرَهْ أَدُومِيّاً لأَنَّهُ أَخُوكَ. لا تَكْرَهْ مِصْرِيّاً لأَنَّكَ كُنْتَ نَزِيلاً فِي أَرْضِهِ. " (تث 23: 7)
بعد هلاك فرعون وجنوده غرقًا قام المصريون بطرد قبائل الهكسوس من سيناء. فاتجه بنو يهوذا إلى فلسطين ومن بعدهم بنو إٍٍسرائيل. واتجهت باقي جحافل الهكسوس الأعراب إلى جزيرة العرب ومعهم بعض من بني يهوذا وبني إسرائيل الذين فضلوا النزوح للجنوب.
شيد الذين نزحوا إلى فلسطين مدينة سموها "هورشليم" (أورشليم: مدينة السلام) مثل "هوارة" في الاسم، كما غيَّر المسلمون العرب مدينة يثرب لتصبح "المدينة"، ضاربين مثلًا في التوارث الثقافي في أوساط العرب والعبرانيين. ونقلت قبائل الأعراب الأسماء المصرية وأطلقتها على مدنهم ومناطقهم وقبائلهم في الجزيرة العربية (كمثال: تيماء: الأرض الجديدة، هوازن: رافعو الأعلام، قريظة: حاملو الدروع، خزرج: فنيو أعمال النحت ......الخ). وكذلك الاسم "يثرب" الذي يعني في اللغة المصرية القديمة "ملجأ الهاربين." وكأن هذه المدينة بهذا الاسم قد وضعت خصيصًا للجوء أتباع النبي المسيا الخاتم إليها فرارًا بدينهم من تعذيب مشركي وكفار مكة.
ولما أرسل الله محمد للناس كافة، قال العرب والأعراب يومئذٍ:
"وَلَوْلآ أَن تُصِيبَهُم مّصِيبَةٌ بِمَا قَدّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُواْ رَبّنَا لَوْلآ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. فَلَمّا جَآءَهُمُ الْحَقّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ لَوْلآ أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَىَ أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىَ مِن قَبْلُ قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُواْ إِنّا بِكُلّ كَافِرُونَ. " (القصص 47، 48)
إنهم يقولون لو أن الله أرسل لهم رسولًا لما ترددوا في الإيمان به واتباعه. فلما أرسل الله لهم محمدًا تعنتوا واحتجوا بأن الله لم يؤته ما آتى موسى. ففضح الله كذب العرب والأعراب: "أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىَ مِن قَبْلُ.\"؟! مسجلًا القرآن الكريم إعجازًا تاريخيًّا بديعًا.
هكذا نرى بين أيدينا إعجازًا فنحني رقابنا خشوعًا لله العليم الحكيم وإيمانًا برسوله النبي المسيا الخاتم محمد صلوات ربي وسلامه عليه، وتترقق الدموع من عيوننا ونحن نقول:
{الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ } (الأعراف 43)

ونأمل أن نكون ممن شملهم قول الله العفو الغفور الغفار الرحيم:

وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

والسلام عليكم

المراجع والمصادر

(0) فرعون رجل من قوم موسى. عاطف عزت. مدينة العاشر من رمضان. مصر.
(1) رحلة بني إسرائيل إلى مصر الفرعونية والخروج. غطاس خشبة. دار الهلال. مصر.
(2) مختصر تاريخ البلدان. الهمداني.
(3) الواقع والأسطورة في التوراة. زينون كاسيدوفسكي. ترجمة حسان ميخائيل.
(4) آلهة مصر العربية. د. على فهمي خشيم. ج2.

(بحث للدكتور زايد جلال من نادي الفكر )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فرعون موسى بين الكتب المقدسة والتاريخ..-2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نجم العرب stararabe7 :: المنتديات التاريخية... :: منتدى التاريخ القديم-
انتقل الى: