منتديات نجم العرب stararabe7
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات نجم العرب stararabe7

أسرار الربح من الإنترنت | اربح من الانترنت | جوجل أدسنس | كتاب وكورسات فيديو تعليمية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تدهور السهوب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
Admin
المدير العام


عدد المساهمات : 300
تاريخ التسجيل : 21/03/2010
الموقع : http://www.stararabe7.yoo7.com

تدهور السهوب Empty
مُساهمةموضوع: تدهور السهوب   تدهور السهوب Emptyالجمعة مارس 26, 2010 4:34 pm

وشح المياه ونضوبها يُربك مسيرة التنمية
كان الإنسان إلى ما قبل القرن العشرين يتعايش مع البيئة المحيطة على نحو متوازن نسبياً، إذ كانت قدرته على تخريب البيئة المحيطة به محدودة جداً، لكنه ما إن امتطى صهوة جواد التقنية الحديثة حتى تعاظمت طاقاته في كل المجالات. وجاء التقدم العلمي في القرن العشرين ليضع بين يدي الإنسان يوماً بعد يوم معدات هندسية وتقنيات متطورة جبارة، مكـَّنته من العمل حيثما أراد وأينما كان وفي كل زمان. وها هي ذي المجنزرات والجرارات الضخمة تصنع في يوم، لا بل في ساعة، ما لم يكن بمقدور الإنسان أن يعمله خلال سنين بقواه العضلية، أو كان يستحيل عليه أن يفعله.
راحت هذه المعدات الجبارة تشق طريقها في كل الأمكنة بطريقة منظمة ومدروسة أحياناً، وبطريقة عشوائية في أحيان أخرى، يدفعها الربح ويحفزها الجشع المترافق بجهل الإنسان للكيفية التي يجب بها استخدام الثروات الطبيعية غير المتجددة.
وكان نتيجة زيادة مقدرة الإنسان التكنولوجية أن تزايدت قدرته على تدمير البيئة، التي يُشكـِّل الغطاء النباتي أحد أهم مكوناتها، فهو الرئة التي تتنفس منها الأرض ومن عليها. وجرى تدخل فظ في نظام الطبيعة الدقيق ذي القوانين العاملة بترابط وثيق، فقطعت الغابات، وأُزيل الغطاء النباتي الذي كان موجوداً في السهوب من أجل زرع المحاصيل أو للبناء أو لإنشاء المعامل، مما أدى إلى إحداث شرخ وخلل في التوازن الطبيعي بين العناصر المكونة للبيئة. ونتيجة لقطع الأشجار وإزالة الغطاء النباتي وتعرية الأرض من زُخرفها وغطائها الواقي، بدأت عمليات انجراف التربة وضياع خصوبة الأرض وتناقص الأمطار وزحف الصحراء وثوران الغبار وتحرك الكثبان الرملية.
إذن، فالتصحر من صنع الإنسان. فلقد أدَّى الموقف من الغابات إلى زوال آلاف أنواع النباتات الطبيعية، ثم جاءت عمليات الرعي الجائر والزراعات البعلية في السهوب والبوادي لتزيد من وتيرة تدهور الغطاء النباتي الطبيعي.
وبعد أن جُرِّدت الأرض من غطائها بسبب جملة من العوامل جرى ذكر بعضها آنفاً، جاءت الرياح والمياه لتفعل فعلها أيضاً، ولتجرف الطبقة الزراعية الواهنة. ووفقاً لمعطيات منظمة الأغذية والزراعة FAO في عام 1980، التي تشير إلى فداحة حجم الأضرار الناجمة عن تعرية الرياح للتربة، فإن كمية الأتربة الزراعية الضائعة التي تنقلها الرياح من السهوب تبلغ أكثر من 50 طناً من كل هكتار سنوياً.
لا شك أن هذا الرقم مذهل، خصوصاً إذا علمنا أن حد الانجراف المسموح بفقده من التربة نتيجة العمل السنوي للرياح هو في حدود 4 أطنان من الهكتار. وابتداءً من سنوات الثمانينيات، صارت الظواهر السلبية (تدهور الغطاء النباتي، تعرية التربة وانجرافها، تحرك الرمال وزحفها، العواصف الغبارية، الصيف اللاهب) ملموسة في البادية السورية والمحافظات الشرقية من سورية. ولا شك أن لهذه التغيرات البيئية انعكاساتها على فعالية الإنسان الاقتصادية وحياته الصحية والنفسية والاجتماعية.
واليوم، بعد أن أخذ الإنسان يستفيق من غفلته، صارت تقام المحميات الطبيعية والأحزمة الخضراء في بوادي وسهوب الكثير من دول العالم أملاً في وقف التصحر وإعادة نبض الحياة إلى تلك المناطق. لكن إحياء البوادي ووقف التصحر فيها وإقامة المحميات يحتاج إلى مياه، وهذا ما يؤكد الدور الهام الذي تحتله قضية بناء السدود السطحية الصغيرة أو المتوسطة الحجم على امتداد مجاري الوديان والسيول، لأنها الموئل الاحتياطي الوحيد اللازم لإحياء الأراضي الموات في البادية إحياءً تدريجياً، وتطوير المراعي وإقامة المحميات الطبيعية النباتية والحيوانية، وهي إضافة إلى ذلك تعمل على زيادة مخزون المياه الجوفية بدلاً من استنزافها.
وفي هذا المجال يحسن الاستشهاد بقصة محكية عن لسان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لقضايا البيئة، التي رواها إثر زيارته لأوغندا بعد وقف الحرب الأهلية فيها، إذ قال:
لدى زيارتنا لإحدى البلدات التي ضربتها الحرب الأهلية، أطلعنا المحافظ على برنامج إعمار تلك المدينة. وعندما وصلنا إلى أحد الأماكن، قال المحافظ بسعادة غامرة وهو يُشير إلى بئر ماء: (ها هو ذا البئر رقم 243)، وتابع شرحه لخطتهم الطامحة لحفر المزيد من الآبار وإسكان أكبر عدد ممكن من المواطنين في البلدة بعد إعمارها.
وتابع مساعد الأمين العام:
بعد أن شكرت المحافظ سألت وزير البيئة الأوغندي: (هل قمتم بجمع المعلومات الكافية عن احتياطي المياه الجوفية الموجود والممكن الاستفادة منه؟)، فأجاب الوزير: (لا)، فقلت له: (المشكلة الآن أنكم تروِّجون لهذه البلدة ولإعمارها من جديد، وتستقدمون المواطنين الذين سيقيمون فيها ويزرعون أرضها. وطبيعي أنكم ستنفقون أموالاً ضخمة في البناء والاستثمار، ثم... إذا اتضح بعد خمس سنوات مثلاً، وبعد كل هذا البناء والاستثمار والاستقراض أن مخزون المياه الجوفية قد نضب... فما الذي سيحدث وقتئذٍ؟
وتابع مساعد الأمين العام قائلاً:
وكان من الطبيعي أن يسألوني: (وما الحل؟)، فأجبتهم: (الحل في دراسة مستوى المياه الجوفية وحجمها).
وخلاصة القول: إن مستقبل الإنسان مرهون بمدى معرفته للطبيعة ومصادر الثروات الطبيعة (الغابات، المياه...إلخ) والإفادة منها على نحو عقلاني لتجنب الكوارث والنكبات البيئية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تدهور السهوب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نجم العرب stararabe7 :: منتديات البيئة والفضاء :: منتدى شؤون بيئية-
انتقل الى: