تطلعت إلى وجهي المصفر من كثرة الإعياء وراحت ترتل كلماتها التي اعتدنا أن نكررها حينما نلعب سويا ، وأضحك للثغتها كثيرا ... وقد اعتدت أن أتحدث وإياها بلغتنا الطفولية الفصيحة بالمناغاة ، فنترجم كلمات الكبار في قاموسنا إلى كلمات أسهل فكأن نقول للطعام " نمنم " وللماء " أمبف " ... وهكذا دواليك .
إلا أنها توقفت فجأة عن تراتيلها وراحت تتطلع باندهاش إلى تسريحة شعري الذي كان مكوما بطريقة بشعة ، فمنذ أن بدأت في مراجعة وحفظ الدروس تحضيرا لشهادة الباكالوريا لم أمرر مشطا عليه .. فقد أعتقته وتركته يرسم له أشكالا كيفما شاء .
وفي غفلة مني بدأت تمرر يديها عليه تتلمسه ، ثم ملته بعدما فهمت لغز تجعده ، وطفقت تلعب بأنفي وتبلل ثيابي بسوائلها المنبثقة من فوق ومن تحت .. عندها فار تنور صبري ، وطلقتها طلاق غير راجع ، فأخذت بالبكاء .. لكني دخلت غرفتي غير مبالية بها ، تاركة إياها تتخبط يمنة ويسرة محاولة جذب انتباهي ...
أصوات النسوة في الخارج تتعالى .. وضحكاتهن تزداد .. كذلك " ناني " لازالت تصرخ بكل ما لديها من قوة .. ولا أعتقد أني سأشاركها اليوم مواويل " الواء واء " .