***بسم الله الرحمان الرحيم ***
*ذات يوم التقى الأمل و الذكريات و اليأس و السعادة و دار بينهم هذا الحديث :
قال الأمل : قد كنت يوما شمسا الحياة يحملني النسيم لكل مكان أشدو في آذان الناس أجمل الألحان و اليوم صرت مجرد كلمة تتناقلها الأفواه دون معنى . و سكت فتحدثت الذكريات لتقول : أنا ماض لا يعود من حياة البشر و قد أصبحت مقيدة في خطوط القلم يصفعني الشوق و الألم فأين أنا ؟؟ و أغلقت عيناها لتنحدر دمعة على وجنتيها .
فقال اليأس : في الحياة أسرار و أعظم أسرارها أنا ، كم خلفت ورائي من عيون أتعبها البكاء و أشواق قطعتها ليحل محلها الجفاء ، لا تحسبوني مذنبة ، فهكذا طبع الإنسان يشتكي من دون تفكير ، و يبكي من دون أن يخبر و هو يعلم أن بيده أن يستمتع بالدنيا و يستغني عني ، و حينما سكت اليأس تطلع الجميع إلى السعــــــــ***ـــادة التي تقف بعيدا عنهم فأخذوا ينظرون إليها ببرود إلى أن قالت : أنا حلم يعانق الأجفان و الخيال يعيش في عنق الأذهان ، أنا مفتاح الدنيا و لن يعثر علي إلا ذوو القلوب الصافية ، وأنا قريبة من اليأس لأزيحها عن صاحبه و أكون في عمق الذكريات لأضفي عليها شيئا من بريق الأمس فأنا عماد الأمل لهذا لا يحق لكم أن تشتكوا أو تبكوا لأنكم تعلمون أن الحياة مدرسة و تجاربها شهادة لن ينالوها من أعلى الجامعات ، فهل عرفتم أين أكون ؟ و كيف يمكنكم الوصول إلي ؟.