الأمم المتحدة: صحاري العالم في خطر!
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية مؤخرًا تقريرًا بعنوان "الأمم المتحدة قلقة من المخاطر المحدقة بالصحاري" تناولت فيه الخصائص المناخية والبيئية للمناطق الصحراوية حول العالم، وأهمية الحفاظ على "خصوصيات الصحاري" كعنصر حيوي في نظام التوازن البيئي على كوكب الأرض.
وأشار التقرير- الذي صدر بمناسبة تخليد اليوم العالمي للبيئة 5 يونيو - إلى أنه وعكسًا للانطباع الشائع من "أن الصحاري عبارة عن أراضي قاحلة، فإن المناطق الصحراوية تمثل أهمية كبرى في الميادين البيولوجية والاقتصادية والثقافية ، في الوقت الذي تواجه فيه ضغوط العالم الحديث" ذلك ما أكده المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، مضيقًا أن "الصحاري تمثل مخزونًا اقتصاديًا هامًا، كما تحتوي على موارد أساسية للحياة".
وأشار المسؤول الأممي إلى أن الاهتمام ببرامج البيئة ليس من قبيل الترف، وإنما لكونها عنصرًا حيويا لمحاربة الفقر ، وبلوغ الأهداف التنموية التي حددتها المجوعة الدولية.
وذكر التقرير أن ربع المساحة المأهولة من كوكب الأرض (33.7 مليون كم2) تعتبر مناطق صحراوية ، يقطنها حوالي 500 مليون نسمة. لكن الطبيعة الخاصة ، وكذلك نمط الثقافة، ومكونات الوسط البيئي لهذه المناطق الصحراوية مهددة بالانقراض نظرًا لقلة الاهتمام بها ، يقول البروفيسور البريطاني أندرو وورن (Andrew Warn) أحد المشاركين في إعداد هذا التقرير الدولي، خلال ندوة صحيفة بلندن.
وعبر " وورن " عن قلقه البالغ من المخاطر الكبيرة التي تواجه الصحاري بسبب التغيرات المناخية، والاستغلال المفرط للبحيرات الجوفية، وارتفاع معدلات الملوحة، وانقراض الغطاء النباتي" . وأشار التقرير الأممي إلى أن درجات الحرارة في المناطق الصحراوية قد ارتفعت بمعدل يتراوح ما بين 0.5 درجة إلى 2 درجة مئوية في الفترة ما بين 1976-2000 مقابل 0.45 درجة في باقي مناطق العالم. وأنه من المتوقع أن يصل معدل الارتفاع : 5 – 7 درجة مئوية بحلول 2071-2100.
وحذّر التقرير من أن نضوب الأنهار والاستخدام السيئ للمياه في عمليات الري، إضافة للنمو السكاني المتزايد ستضاعف من العجز في مياه الشرب في مناطق كثيرة من العالم وخاصة في المملكة العربية السعودية، وسوريا وباكستان، وغرب الصين واتشاد والنيجر. كما أن عمليات شق الطرق البرية والتلوث ، والأنشطة السياحة والصيد البري.. كلها عوامل تهدد التوازن البيئي في المناطق الصحراوية، حيث تواجه أنواع عديدة من الحيوانات والطيور والنباتات في هذه المناطق خطر الانقراض. هذا إضافة للآثار السلبية الناجمة عن استخدام المناطق الصحراوية كميادين للتدريبات العسكرية ومراكز للمعتقلات، وإقامة مخيمات اللاجئين.ويقول السيد زهيدي – المدير العام المساعد لمركز حماية ومراقبة البيئة التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة "إن هذه الصحاري عبارة عن أنظمة بيئية حيوية وفريدة، بمقدورها أن تقدم حلولاً وإجابات للعديد من التحديات التي تواجهنا اليوم ،سواء تعلق الأمر بالطاقة أو التغذية أو الطب ، وذلك شريطة أن نحسن التعامل معها . وأشار السيد زهيدي إلى أن المناطق الصحراوية يمكن أن تتحول إلى مولدات للطاقة الكهربائية خالية من التلوث خلال القرن الواحد والعشرين وذلك بفضل أشعة الشمس والهواء.
فعلى سبيل المثال – تستطيع الصحراء الإفريقية الكبرى أن توفر مخزونًا من الطاقة الشمسية يكفي لسد حاجيات بلدان العالم أجمع من الطاقة الكهربائية، يضيف المدير المساعد لمركز حماية ومراقبة البيئة بكامبردج.
كما أن وجود العديد من الحيوانات والنباتات البرية في هذه الصحاري يمثل مصادر جديدة للبحث في مجالات الصيدلة والصناعة والزراعة. ونوه تقرير الأمم المتحدة في هذا الصدد بتجربة سكان واحة "نيبا" الصحراوية الواقعة في الشمال الغربي من المكسيك ، وأهمية تلك التجربة في تحقيق الأمن الغذائي لسكان تلك المنطقة.
وأشار التقرير الأممي إلى اكتشاف عينات هامة من النباتات في المغرب وفي صحراء أريزونا بالولايات المتحدة والأرجنتين ، إضافة لصحراء النقب بفلسطين المحتلة، ذات أهمية كبرى في المجالات الطبية وخاصة في مكافحة أمراض السرطان والملاريا.
وخلص التقرير إلى القول "إن المخزون الصيدلاني الهام للنباتات الصحراوية مازال بحاجة للاكتشاف".
..........................................
.